ريال مدريد كما يعلم الجميع هو النادي الأفضل في تاريخ كرة القدم فهو يمتلك أعلى عدد ألقاب في البطولات وتجاوز ال100 بطولة ، كما أنه سيّد بطولة دوري أبطال أوروبا ب 14 لقب بعيداً عن أقرب منافسيه ميلان ب 7 ألقاب كما أنه صاحب الرقم القياسي ببطولة الدوري الإسباني برصيد 35 لقب.
الريال في الموسم الماضي استطاع تحقيق دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني التابع لموسم 2020-2021.
مشوار الفريق في دوري الأبطال كان عظيماً وأسطورياً حيث تجاوز أقوى الفرق الأوروبية وبسيناريوهات غريبة عجيبة ، إذ أنه أزاح بطل فرنسا باريس سان جيرمان بريمونتادا في مباراة الإياب واستطاع تجاوز تشيلسي في ربع النهائي وأطاح بمانشستر سيتي في نصف النهائي وحسب رأي الكثيرين فإن مباراة السيتي هي الأعظم في هذه البطولة حيث انتهى لقاء الذهاب لصالح الفريق الإنجليزي بنتيجة 4-3 وفي الإياب كان السيتي في النهائي حتى الدقيقة 89 عندما سجل رودريغو التعادل ثم أضاف الثاني بعد ثلاث دقائق لتذهب المباراة للتمديد ويسجل بنزيما الثالث ويتأهل الملكي للنهائي الذي تغلب به على ليفربول بهدف فينيسيوس جونيور.
الدوري استطاع حسمه مبكراً أو إن صح القول دون منافسة حيث أن البارسا كان بوضع صعب جداً الموسم الماضي والأتلتيكو لم يكن منافساً شرساً.
الريال هذا الموسم لم يختلف كثيراً في الدوري عن الموسم الماضي ، لكن الذي اختلف هو أنه اصطدم بمنافسة قوية جداً من البارسا الذي يتصدر الترتيب بفارق 9 نقاط.
الريال بدأ الموسم بشكل جيد وكان متصدراً قبل كأس العالم واستعاد الصدارة تحديداً في لقاء كلاسيكو الذهاب الذي حسمه بثلاثة أهداف لهدف ، لكن بعدها تغيّر الفريق كلياً وفقد صدارته قبل كأس العالم وتحديداً عندما خسر أمام رايو فاليكانو بثلاثة أهداف لاثنين ، حيث كان يبتعد عن البارسا بثلاث نقاط وفقد 5 نقاط في مباراتين متتاليتين حيث تعادل مع جيرونا بهدف لهدف وخسر من فاليكانو.
وبعد العودة من كأس العالم فقد الريال 12 نقطة من خلال خسارتين أمام فياريال ومايوركا وثلاث تعادلات مع أتلتيكو مدريد وريال بيتيس وريال سوسيداد فيما ان برشلونة لم يفقد سوى3 نقاط فقط.
الكثير يتساءل عن أسباب هذا التراجع المفاجئ لريال مدريد في الدوري بعد البداية القوية وأيضاً مع تقديمه لمستوى مميز في دوري أبطال أوروبا.
أسباب تراجع ريال مدريد
1- تراجع مستوى بعض اللاعبين فردياً :
مثلاً كريم بنزيما تأثر بغيابه عن كأس العالم بسبب الإصابة التي لحقت به وهو في معسكر المنتخب قبل أيام من بدء البطولة ، مما أثر عليه سلباً وأثر على نفسيته وذهنيته وهذه الإصابة تتكرر كثيراً معه حيث ينتكس بعد كل مرة يعود بها وكما يعلم الجميع بنزيما من أهم اللاعبين في ريال مدريد.
أيضاً تراجع مستوى الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور أو لنقل تذبذب مستواه كان سبباً لتعثرات ريال مدريد ، حيث أن فينيسيوس يواجه مشكلة العنصرية من قبل جماهير الأندية الأخرى وهذا ما يؤثر على مستواه داخل أرض الملعب ، كما أنه كثير الكلام مع الحكم والاعتراض على قراراته وهذا له دور سلبي أيضاً.
2 - ضغط المباريات :
بسبب كأس العالم تم ضغط النصف الأول من الموسم حيث بات الفريق يلعب كل 3 أيام مباراة وتم إنهاء دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في بداية شهر نوفمبر وهذا لم يكن يحدث سابقاً ، وهذا الضغط سبب تراجع في المردود البدني للاعبين انعكس سلباً على النتائج.
3- كأس العالم :
بكل تأكيد لكأس العالم دور في تراجع مستوى الريال لأنه كان سبباً في تراجع مستوى بعض لاعبين وتعرض البعض الآخر للإصابة مثل تشواميني الذي كان أحد أفضل لاعبي الريال في النصف الأول من الموسم لكنه تعرض لإصابة أدت الى انخفاض مستواه بعد عودته من قطر ، كما أن خسارة المباراة النهائية مع الأرجنتين أثرت على نفسيته هو وكامافينغا.
4- قوة برشلونة :
في الموسم السابق الريال كسب الليغا بأريحية تامة لكن في هذا الموسم الوضع اختلف فالبارسا قليل التعثر والريال أضاع نقاط كثيرة ، والمنافسة شديدة جداً الى هذه اللحظة وبرشلونة متمسك بالليغا لأبعد حد.
5- سوء الحظ وبعض القرارات التحكيمية الظالمة :
ريال مدريد كان الطرف الأفضل في مباراته أمام ريال سوسيداد وكذلك الأمر أمام بيتيس ولكنه لم يكن موفقاً أمام المرمى وتحديداً في مباراة سوسيداد كما حرمه الحكم من ركلة جزاء واضحة في لقاء بيتيس وأيضاً ألغى له هدف صحيح في لقاء جيرونا الذي انتهى بالتعادل ، وكل ذلك كان من شأنه إما ان يبقي الريال بالصدارة أو على الأقل يقلص الفارق عن برشلونة.
حالياً الريال يملك 56 نقطة وهو يحتل المركز الثاني في ترتيب الدوري ، وهو صاحب أقوى خط هجوم في الدوري إذ أحرز 50 هدف ، وعلى صعيد مسابقة الكأس هو في الدوري النصف النهائي وخسر في ذهابه أمام البارسا بهدف وتنتظره مباراة الإياب ، وفي دوري أبطال أوروبا وضع قدماً ونصف في الدور ربع النهائي بعد فوزه في الذهاب على ليفربول بخمسة أهداف لاثنين في ملعب آنفيلد ، هل ينجح الريال في إنقاذ موسمه أم أنه سيخرج خالي الوفاض ؟
هذا ما سنعرفه في الفترة القادمة